Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
يُعَدُّ نقصان الوزن من الظواهر التي قد تصيب الكثير من الأفراد في مراحل مختلفة من حياتهم. في بعض الأحيان، يكون انخفاض الوزن أمرًا متعمدًا ضمن خطة لإنقاص الكيلوغرامات الزائدة، وفي أحيان أخرى يظهر بشكل مفاجئ أو دون سببٍ واضح. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب نقصان الوزن وكيفية التعامل معها، مع التركيز على الجوانب الصحية والغذائية والنفسية. سنقدّم أيضًا نصائح قيّمة للوقاية والعلاج، لتتمكّن من الحفاظ على وزنٍ صحيّ ومستقرّ وفق احتياجات جسمك الفسيولوجية.
فيما يلي، سنتناول أسباب نقصان الوزن المختلفة، سواء كانت صحية أو غذائية أو نفسية، مع دعمها بالكلمات الرئيسة الداعمة والنصائح العملية. الهدف هو مساعدتك على فهم هذه الأسباب وتأثيراتها في جسمك، وكيف يمكنك التصرّف بحكمة في حال واجهت انخفاضًا غير مبرر في الوزن.
أسباب نقصان الوزن قد تكون متعدّدة ومتشابكة. بشكلٍ عام، يحدث نقص الوزن عندما يفقد الجسم السعرات الحرارية بمعدلٍ يفوق ما يتناوله يوميًا من طعام وشراب، ما يؤدي في النهاية إلى عجزٍ في الطاقة المخزّنة على هيئة دهون وكتلة عضلية. ولكن في بعض الحالات، قد تؤدّي مشكلات مرضيّة، أو اضطرابات غذائية، أو تقلبات نفسية، أو عوامل وراثية إلى فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
إذا أردنا التعمّق، يمكن تقسيم أسباب نقصان الوزن إلى عدّة أقسام رئيسة:
يُعَدُّ التعرف على هذه الأسباب من الخطوات الأولية لفهم ما يحصل في الجسم، ومعرفة ما إذا كان نقصان الوزن أمرًا عابرًا أم يحتاج إلى تدخّل طبي وغذائي.
قد يكون وجود مرض مزمن واحدًا من أبرز أسباب نقصان الوزن غير المبرر. تشمل هذه الأمراض:
عند الشكّ بوجود مرض مزمن يقف خلف أسباب نقصان الوزن، يجب استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة. فالتشخيص المبكر يساعد على البدء في العلاج المناسب ومنع تفاقم المشكلة.
تُعدّ الالتهابات بمختلف أنواعها أحد أسباب نقصان الوزن، وذلك لأنها قد تؤثر على الشهية وطريقة امتصاص الجسم للمغذيات. من أمثلتها:
الالتهاب يشغل جهاز المناعة ويسحب طاقة كبيرة من الجسم، الأمر الذي قد يؤثر على قدرة الإنسان على تناول الطعام وهضمه واستفادة الجسم منه. لذا، من الضروري مراقبة الوزن في حال الإصابة بأي التهابات طويلة الأمد.
الهرمونات تلعب دورًا مهمًّا في تنظيم معدّلات الحرق والطاقة في الجسم. لذا، فإنّ الخلل في بعض الهرمونات قد يُعَدّ من بين أسباب نقصان الوزن أو زيادته، وذلك بحسب نوع الهرمون المتأثر ومقدار اضطرابه. أبرز الأمثلة:
إنّ الانتباه إلى التغيّرات الهرمونية، وإجراء تحاليل دورية لمستويات الهرمونات، يُعدّ خطوة مهمة لتفسير أسباب نقصان الوزن والتعامل معها بفاعلية.
في كثير من الحالات، قد لا يكون هناك سبب مرضي واضح لنقصان الوزن، وإنما يرجع الأمر إلى سوء التغذية. عدم الحصول على سعرات حرارية كافية، أو تناول طعام يفتقر إلى الفيتامينات والمعادن المهمة، يمكن أن يؤدي إلى اختلال التوازن الغذائي في الجسم، وبالتالي نقصٍ في الوزن. إليك أهم الأسباب التي قد تقف خلف سوء التغذية:
إن معالجة سوء التغذية يتطلب إعادة النظر في النظام الغذائي واتباع نمط صحي ومتوازن، مع استشارة أخصائي تغذية عند الحاجة.
تُعَدُّ حساسية الطعام واحدة من أبرز أسباب نقصان الوزن لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون تناول أنواع معينة من الأغذية. قد تكون الحساسية تجاه الغلوتين أو منتجات الألبان أو المكسرات أو غيرها من الأطعمة الأساسية، ممّا قد يحرم الجسم من مصادر مهمة للطاقة والعناصر الغذائية. وتظهر الأعراض عادة في شكل:
إذا كنت تعاني من حساسية تجاه أحد أنواع الطعام، لا بدّ من البحث عن بدائل غذائية متكاملة لتجنّب أي نقص غذائي قد ينعكس سلبًا على الوزن.
يؤثر نمط الحياة السريع وانشغال الناس بأعمالهم اليومية في طبيعة الوجبات الغذائية. هناك من يتخطّى وجبة الإفطار أو يكتفي بوجبة واحدة في اليوم بسبب ضيق الوقت أو بسبب اعتقاد خاطئ حول إنقاص الوزن بسرعة. هذا يُعَدّ سببًا شائعًا من أسباب نقصان الوزن، حيث لا يتلقّى الجسم حاجته الكاملة من العناصر الغذائية. كما أن تناول وجبات سريعة وضارة (غنية بالدهون المشبعة والسكريات البسيطة) قد يرفع من احتمال سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن.
قد يبدو الأمر مفاجئًا للبعض، لكن الاكتئاب والقلق يمكن أن يكونا من أسباب نقصان الوزن لدى العديد من الأفراد. إذ يؤثّر القلق والاكتئاب في الشهية بشكل كبير، فبعض المرضى يفقدون الرغبة في الطعام، ويعانون من الشعور الدائم بالإرهاق واللامبالاة. ومن جانب آخر، الاضطرابات النفسية قد تؤثر على جودة النوم وتزيد من مستوى التوتر الهرموني، ما ينعكس في النهاية على حالة الجسم ووظائفه الأساسية.
فقدان الشهية العصبي هو اضطراب نفسي خطير يتمثّل في خوف شديد من زيادة الوزن، ما يدفع المصاب إلى الامتناع عن تناول الطعام بشكل كافٍ، وقد يصل إلى مراحل خطيرة من الهزال. هذا الاضطراب من أبرز أسباب نقصان الوزن الحاد والمزمن على المستوى العالمي، خصوصًا بين المراهقين والشباب.
الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي قد يحاولون إخفاء حالتهم أمام المحيطين، لكن العلامات تبدأ في الظهور جليًّا بعد فترة، مثل: شحوب الوجه، تعب شديد، وشعور بالبرد. في هذه الحالة، لا بدّ من تدخّل طبي نفسي وغذائي مُنسّق لمنع تفاقم الحالة.
يواجه كثير من الناس ضغوطًا حياتية يومية تتعلق بالعمل أو الدراسة أو الحياة الأسرية. وقد ينتج عن هذه الضغوط توترٌ مزمن يؤثر على الغدد الصمّاء ويتسبّب في إفراز هرمونات تغيّر من عادات النوم والأكل. في حالات معينة، قد يفقد الفرد شهيته بسبب القلق والتوتر، وهذا يعدّ من أسباب نقصان الوزن الطبيعية لدى الأشخاص الذين لا يعرفون كيفية التعامل مع الضغوط بشكل صحّي.
تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًّا في تحديد شكل الجسم وقابليته لفقدان أو اكتساب الوزن. هناك عائلاتٌ بأكملها تعاني من صعوبة زيادة الوزن نظرًا لطبيعة جينية معيّنة ترفع معدلات الأيض أو تقلّل قدرة الجسم على تخزين الدهون. إذا كانت لديك خلفية عائلية توضّح أنّ معظم أفراد الأسرة لديهم بنية جسدية نحيلة، فقد يُعزى جزء من أسباب نقصان الوزن لديك إلى الوراثة.
مع ذلك، الوراثة ليست قدرًا محتومًا لا يمكن تغييره؛ فبتعديل نمط الحياة والنظام الغذائي وممارسة الرياضة المناسبة يمكن تحسين الوزن وبناء كتلة عضلية.
عندما يلاحظ الشخص انخفاضًا كبيرًا في وزنه خلال مدة قصيرة دون سبب واضح، يكون من المهمّ زيارة الطبيب. سيقوم الطبيب بدوره بعدة إجراءات للكشف عن أسباب نقصان الوزن:
تساعد هذه الخطوات في تكوين صورة واضحة حول أسباب نقصان الوزن، ووضع خطة علاجية مناسبة.
سواء كانت أسباب نقصان الوزن صحية أم غذائية أم نفسية، بإمكانك اتّباع بعض الخطوات التي تساعد في إعادة توازن جسمك وتحسين وزنك في حال كان ناقصًا عن المعدل الصحي:
لا شكّ أن أسباب نقصان الوزن متعددة ومتشابكة، تتنوع ما بين الجوانب الصحية والأمراض المزمنة، والعوامل الغذائية مثل سوء التغذية أو الأنظمة التقييدية أو حساسية الطعام، والعوامل النفسية كالقلق والاكتئاب واضطرابات الأكل، بالإضافة إلى الدور الذي قد يلعبه المورث الجيني. من الضروري التعرّف على هذه الأسباب بوضوح لتحديد الطريقة المناسبة للتعامل معها والوقاية من أي مضاعفات قد تنجم عن انخفاض الوزن المفرط.
إن الحفاظ على وزن صحي ومتوازن يتطلّب اتخاذ خطوات مدروسة تشمل استشارة الأطباء والمختصين بالتغذية، واتباع نظام غذائي سليم غني بالبروتينات والكربوهيدرات المعقدة والدهون الجيدة، مع ممارسة التمارين الرياضية التي تدعم بناء العضلات وتحسين اللياقة. كذلك، يلعب الجانب النفسي دورًا كبيرًا في تنظيم الشهية والتحكّم في عادات الأكل، لذا يجب عدم إهمال أي أعراض نفسية قد تشير إلى اضطرابات مرتبطة بالقلق أو الاكتئاب أو فقدان الشهية العصبي.
في النهاية، إذا وجدت نفسك تعاني من فقدان وزن مفاجئ أو مستمرّ من دون سبب واضح، أو لاحظت انخفاضًا كبيرًا في كتلة الجسم خلال مدة قصيرة، يجب المسارعة إلى استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للكشف عن أي سبب خفيّ وراء نقصان الوزن. لا تنتظر حتى تسوء الحالة؛ فالتدخّل المبكر يمنحك فرصة أكبر لاستعادة عافيتك ووزنك الصحي في أسرع وقت ممكن.
مفتاح الأمر هو الفهم الصحيح لأسباب نقصان الوزن واتّخاذ الإجراءات المناسبة، سواء من ناحية تعديل النظام الغذائي، أو علاج أي مرض كامن، أو طلب المساعدة النفسية اللازمة. تذكّر دائمًا أن احتياجات الجسم تختلف من شخص لآخر، وأن تحقيق التوازن بين السعرات الحرارية المستهلكة والموارد التي يحتاجها الجسم هو الأساس في بناء صحة جيدة ووزن مناسب. إذا استطعت دمج عادات صحية في روتينك اليومي، وتجنّبت التوتر والقلق والإهمال الغذائي، ستتمكّن من التغلب على نقص الوزن وتحسين جودة حياتك بشكل عام.